يوسف البلوشي و"المعلقون"
في كل مهرجان يقدم يوسف البلوشي اجتهادا مميزا في مجال السينوغرافيا: الإضاءة والمؤثرات الحركية والصوت، وهذا ما أكدته مسرحيته الجديدة المعلقون التي يشارك بها من خلال فرقته المسرحية مزون
لقد كان عرضا بصريا مبهرا ليوسف ـ الذي يقوم بإعداد المؤثرات الضوئية أو بالأحرى هندسة المسرح الحالي للفرق جميعها بعد المشاكل التي تعرضت اللجنة المنظمة مع الجهة التي يفترض بها أن تعد المسرح من ناحية أجهزة الإضاءة ـ وبرغم الإمكانيات العادية للتقنية الضوئية في المسرح إلا أن يوسف كان قادرا على أن يقدم كل ما لديه من إمكانيات في هذا المجال
ولكنه تميز في ذلك على حساب مكونين أساسيين في الفضاء المسرحي: النص والممثل، فالنص اولا كان يحتاج إلى إعداد يتواكب مع مقدرات الممثلين، ومع أفكار المخرج.. إذ عادة يقوم المخرج بمهمة تقديم رقعة ممتدة للنص وطرح أكبر لأفكاره، لا أن يفسره تفسيرا امينا ويقدمه كما كتبه المؤلف تماما.
وثانيا الممثل وهو أولا وآخرا من يقدم العرض المسرحي بشكل مثالي وليس الإبهار السينوغرافي، فالممثلون لم يستطيعوا تقديم العمل بشكل مرض، ولعلنا سنقول بأنهم يشاركون في مهرجان لأول مرة، ولكن لابد من التأكيد على إعداد الممثل إعدادا جيدا يتواءم والعرض النهائي
لقد خذل الممثلون العرض مع شكري لهم على الجرأة في تقديم أنفسهم معلقين طوال ساعة زمن كافية لإرهاقهم مدة تطول، وقد خذل النص/ الفكرة العرض أيضا، فعادة ما تكون النصوص الأفكار أكثر صعوبة في الفضاء المسرحي، لأنها تعتمد على الكلام والحوار وتفتقر إلى الحكاية والحراك الحدثي، ولذا كان لابد من إعادة إعداد للنص كي يستطيع المتفرجون التعاطف مع القضية المطروحة..
تعليقات
إرسال تعليق