عندما نقرأ السطح والقشور
لا أدري بماذا يمكن وصف هذا اليوم؟ هل أقول بأنني غاية في الاحباط؟ هو كذلك: أنا شديد الاحباط، لا للمراسيم التي صدرت، والتغيير الوزاري الذي سيتواصل خلال الأيام القادمة، غدا أو بعد غد أو بعد ذلك، لكن لأن الغالبية ممن أعرف كان فرحا، فرحا لأن وزيرا كرهوه قد أقيل أخيرا، وأصبح "مستشارا" فيما الآخر حول إلى وزارة أخرى وجاء زميله من الصف الثاني ليحل مكانه حيث كان.
الناس يبدو أنها لا تقرأ سوى السطحي من الأشياء، تفرح بسذاجة لزيادة خمسة ريالات تضاف إلى المعونة التي يتقاضاها طلاب الكليات، وكأنها هي الحل المثالي، او أنها آخر المطاف.. يفرحون لأن وزيرا انتهت صلاحيته وآخر دشنوه في الخدمة.. يفرحون لأنهم حذفوا واحدا في المائة وبأن زيادات قادمة في الراتب.. يفرحون لأقل من هذا على ما يبدو ولا يتذكرون أن المسألة هي أكبر من مجرد وزير غادر وآخر جاء مكانه، أكبر من زيادة راتب و"مكرمات" لا تبل ضمأ العطشان، بل تزيده عطشا وجوعا وكمدا بعد حين.
المعلمون فرحوا بالتغيير وكأنهم انتصروا على الوزير والوكيل والوكيلة، فرحوا بأن لهم كلمة، وبأن اعتصاماتهم جاءت بنتيجة وبأنهم سيكررون المسألة في حال أنهم لم يجدوا تلك الأذن المصغية في الغد
لكنهم يخدرون أنفسهم بهذا الاعتقاد، ولا يريدون الانصات إلى القائل بأن هذا التغيير كان مبيتا منذ أمد ربما ليس بالقصير، وبأن أمنياتهم قد لا تجد طريقا قريبا للتحقق، وبأن عليهم أن يقعوا في شرك اليأس مجددا لتكون الأمور ساعتها قد حسمت تماما.
الأمر يقاس على أصحاب المسيرة الخضراء الذين فرحوا بأن عريضة مطالبهم قد استقبلها السلطان وبأن الإعلام قد أفسح مجالا لنشر خبر مقضب عن هذه العريضة في المرتين: يوم المسيرة، ويوم رفع العريضة.. يعتقدون أنهم هم من قام بهذه التغيير، هم السبب اولا وأخيرا، وبأن الإشاعات المتداولة، بأن فلانا وزيرا سيذهب إلى مكان آخر وفلانا وزيرا آخر سيحل مكانه، من قبل إقامة المسيرة بأشهر ليست صحيحة..
يريدون جميعا أن يخدروا أنفسهم بأنهم قادرون على التغيير، قادرون على تحريك البركة الراكدة، وبأن مطالبهم قد تحققت أخيرا، ولا يفكر أحد في أن الأمر لا ينبغي أن يقف عند هذه الشكليات التي تقوم بها الحكومة الشائخة! حكومتنا شاخت وما عادت تفكر بمنطق الوقت الذي نعيشه، ما زالت تعيش تلك الأجواء التي يقرر فيها السلطان أن يقوم بحركة تغييرية في الحكومة، فينقل هذا الوزير إلى مكان آخر ويأتي بذلك الوزير، دون أن نفهم لماذا يتم الأمر بهذا الأسلوب.
أعتقد أن الوقت حان لكي نفكر بصوت آخر، صوت أكثر تجاوبا مع الوقت الذي نعيشه، ينبغي علينا جميعا أن نفكر بأن التوزيع العادل للثروة ليس في زيادة الرواتب عشرين أو ثلاثين ريالا، ولا بإلغاء الديون، ولا بزيادة معونات الطلاب في الكليات والمعاهد، ولا بمراقبة شكلانية لزيادة الأسعار، التي من المؤكد أنها ستزيد، وسينكوي ظهر المواطن الفقير المعدم، سينكوي أكثر مما هو منكوٍ ومنحنٍ الآن..
وانت يا صديقي نبهان: لا تفرح كثيرا، إذ أنك ورفاقك قد غرر بكم فعليا، وما اعتقدتم أنه الإنجاز ما هو إلا فقاعة صابون بألوان زاهية أُطلقت في السماء كي يراها الأبعدون.. فيما المسرحية ستتواصل، وسيتواصل سقوط الوطن المدوي إلى القاع، حيث لا قرار ولا نهاية للاضمحلال في الضحالة والعتمة والضياع
زين شدخل نبهان وكيف غرر به , الرجل تحرك وطالب وحاول , ومجرد الحراك هذي خطوه كبيره بدل الصمت المدقع , اما سالفة فرح ولا ما فرح هذا شيء يخصه بروحه , مع اني ما شفته فرحان بالعكس ممتعض جدا واكثر منك على هالمراسيم
ردحذفتغيرت اسماء
ردحذفولن ستبقى السياسات كما هيه
المجالس الموثرة ما زالت كما هيه
اعادة تقاسم ادوار لا اكثر ولا اقل
وهذه هي نتائج النظرة المستقبلية للاقتصاد العماني ٢٠٢٠
عزيزي هلال لطالما شعرت اننا في لعبت الشطرنج
ردحذفتتغير المواقع و الأدوار و لكنها شطرنج جبانها لأحد يجرئ ان يقول فيه كش ملك
خالص التحايا
ميساء الهنائي