إذن من طين واخرى من عجين
في مصر القريبة من القلب، يصر فخامة السيد الرئيس على التغابي، وإذلال الشعب المصري أكثر فأكثر، وكأنه "أذن من طين وأخرى من عجين" كما يردد كثير من الغلابى المصريين.. يصر على أنه سيحكم حتى آخر رمق، وحتى بعد أن يوكل المهمة الصعبة ويقوم هو بنقل السلطة بشكل آمن إلى خلفه أكاد أكون متيقنا من أنه سيحكم من خلف الستار، خاصة إذا ما قلنا بأن الرئيس المقبل هو النائب الجديد الذي يأخذ مكانه بعد ثلاثين عاما من فراغ المنصب.
ولأنه اكثر قدرة على فهم الشعب المصري فإنه يفهم اليوم بأنهم سيتراجعون في آخر المطاف، وقد أعد لذلك أسباب كثيرة، لعل في مقدمتها ما سربته قناة الجزيرة، حيث الخطة الجهنمية التي أعدتها العصابة المباركية بضرب الثورة من الداخل، بالمدسوسين، بالمأجورين، بالبلطجية، الذين بدأوا في تأدية مهامهم بشكل أكثر وضوحا منذ هذا اليوم
يفهم أن الساسة الأمريكان مازالوا يعولون عليه، وبأنه قادر على قمع الثوار، يفهم بأن الجيش "الحيادي" هو واقف معه حتى اللحظة، وبأن قيادات عربية مهمة تصطف إلى جانبه، خاصة في ظل الصوت الأمريكي الذي تأتمر به تلك الدول العربية، الذي كما أسلفت منحاز ولو بشكل غير رسمي وغير مباشر إلى صف الديكتاتور
واليوم لم يعد أمام شباب "الفيسبوك" المصريين إلا أن يواصلوا اعتصامهم، أن يواصلوا ثورتهم، حتى وإن أشهرت في وجوههم الأسلحة البيضاء، حتى وإن خيب ظنهم الجيش العظيم، ولم ينتصر لهم.. عليهم أن يثبتوا أنهم ليسوا جيلا مائعا، ليسوا تافهين أو لا قيمة لهم، بل إنهم أفضل من الساسة الذين يحاولون أن يبحثوا لهم عن منفذ للكسب، أفضل من الثرثارين العائشين في أبراج عاجية يندبون الزمن العربي الرديء، ولم يعرفوا أنهم بعض أسباب تلك الرداءة
وإذا كان التوانسة، شباب الفيسبوك، الجياع، قد انتصروا على الطاغية، فإن المصريين ليسوا بأقل منهم..
وليس المصريون وحدهم من بيدهم القدرة على التغيير، فالدور على الجزائر التي منحت الأرض دم مليون شهيد ضد المحتل الفرنسي، والدور على بقع عربية أخرى لا يؤمن عواجيزها الذين يتمسحون بعصا الحكم ويستندون عليها بالشباب قوة للغد والمستقبل.
الأستاذ هلال يبدو أن النظام المصري لن يرحل حتى يرتب البيت المصري بما يحفظ أمن إسرائيل ويضمن تدفق الغاز ويكون النظام القادم ضامن لوديعة السادات(كامب ديفيد)
ردحذفمصر الآن تحترق ونيرون يتفرج من برجه العاجي
الأمل في شباب الفيسبوك، فإن هم تراجعوا ضاع كل شيء
ردحذفوالغرب يدركون هذا الأمر ويبدو أنهم يعدون لمرحلة التغيير كي تأتي لصالحهم لا لصالح الثورة
حسني راحل مع عصابته، والقاهرة ياما قاست من الممليك