مستشفيات "صديقة الطفولة"

يمرض الابن ذو الثلاث سنوات من عارض زكام قد لا يتحمله الكبار، في ساعة متأخرة من الليل، وعليك أن تتوجه إلى أقرب مجمع صحي أو طوارئ كي تعطى مخفضا للحرارة ومسكنا وقد يصل الأمر إلى مضاد حيوي لا ينصح بطبيعة الحال أن يعطى منه الطفل الصغير جرعات مكثفة.

في الطريق عليّ أن أسأل نفسي ـ أنا ساكن العامرات ـ كيف يتسنى للحالات الأشد، الحالات المرضية المستعصية، الطارئة جدا، التي قد تودي بصاحبها إلى القبر، كيف يتسنى لهم أن يسرعوا في شارع هو في الأصل "تحويلة" كي يصل إلى مستشفى النهضة أو حتى خولة؟ هذا طبعا قبل افتتاح الطريق الجديد، والذي بكل حال من الأحوال لن يمنح أي سائق القدرة على المجازفة بأن يسرع فيه.

كان ذلك السؤال الأول، وتمنيت لو أن توجد إجابة سريعة و"وعد" بإنشاء مجمع صحي يخدم أهل العامرات عوضا من المغامرات المجانية منتصف الليل.

السؤال الثاني كان بعد الفحص وبعد تلقي العلاج السريع لحسن الحظ.. جاء بعد عدة أيام عندما مرض الولد مرة أخرى وكانت الأعراض إياها، عندما ذهبنا به إلى الطوارئ مجددا نظرا لإجازة في ذلك الوقت: لماذا لم تدون الحالة في الأجهزة، كي يعرف الطبيب المشخص تطورات الأمر، فلا يصرف الدواء ذاته الذي صرف من قبل؟

السؤال سألته نفسي عندما ذهبنا بالولد في وقت الدوام الرسمي عندما مرض للمرة الثالثة، وذكرنا قصة المرتين الماضيتين، فكان الرد: لا يمكن تغيير الدواء لأنه لم يدون أنه تلقى هذا الدواء من قبل!

الولد لم تتحسن حالته كثيرا، كان يعود إلى المرض من جديد كلما نفد الدواء، ولذا قررت أن أذهب إلى مستشفى الجامعة التي أعمل فيها، وقلت بأنني سأجد خدمة جيدة هناك، وفعلا كانت الطوارئ التي تشهد تنظيمات جديدة ومفيدة أفضل حالا، حيث تدوين الحالة في الأجهزة والاهتمام بالطفل ذي الثلاث سنوات، لأتذكر لحظتها أن مستشفيات السلطنة قد حازت منذ سنوات على لقب "صديقة الأطفال"

انتشيت بذلك الاهتمام الذي قد لا نجده كثيرا في المجمعات الصحية البعيدة عن مسقط، بل حتى تلك البعيدة عن المستشفيات الكبيرة كالجامعة والنهضة

الطبيبة التي عاينت الحالة، جزاها الله ألف خير، عندما استمتعت إلى كلامنا غير الموثق في الأجهزة، قررت أن تحول الطفل الصغير إلى عيادة متخصصة، وقالت بأنهم سيهتمون به، وكنت واثقا من ذلك لأن الأطفال لهم الصدارة والأولوية في العلاج من مبدأ "مستشفيات صديقة الأطفال" ولذلك حملت ابني الصغير معي في اليوم التالي إلى العيادة المختصة، لأخرج منها بنصف خيبة عندما قالت الممرضة: سنتصل بك ونحدد موعدا

مر يوم واثنان وثلاثة ولم يتصل أحد، اتصلت، لم يرفع أحد السماعة. أصابني اليأس وذهبت بابني الذي ما زالت حالته غير مستقرة إلى طبيب خاص. بعد شهر وصلتني رسالة هاتفية تحدد موعد ابني الصغير ذي الثلاث سنوات وبأنه سيكون بعد أربعة أشهر كاملة.

أعتقد أنني أستكفي بهذا وأترك الباقي لكم لتعلقوا، أما أنا فتكفيني نصيحة الطبيب العماني الذي راجعنا في عيادته ليقول لنا بأننا لا ينبغي أن نترك حالة ابننا الصغير حتى تستفحل ونضطر ساعتها لإجراء علاج جراحي!

تعليقات

  1. من بدر الجهوري


    هلال

    الحال من بعضه
    أذكر إنني في سنتي الثانية في الجامعة أصبت بالتهاب في الكلى نتيجة حصوة صغيرة ... مستشفى الجامعة حدد لي موعد بعد 3 أسابيع لعمل أشعة ... 3 أسابيع بس عشان يتأكدوا إذا كانت حصوة أو شيء غير وأنا كان يمكن أموت في ذاك اليوم أو اللي بعده ..

    الحالة ميؤوس منها.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة