أريد أن أهزم الكتالوني!

أما بعد،

فبعد أن أهانني صديقي الفاهم بمقولته بأني لا أعرف شيئا عن عالم الكرة، ولا علاقة لي بالمستطيل الأخضر ولا حتى بأساليب التشجيع؛ قررت أن أصبح رياضيا أشجع "الكتالوني" ومنتخب الأرجنتين وفرنسا في نهائيات كأس العالم 2010 التي غنى لها صلاح الزدجالي كي يحرض منتخبنا الأول للصعود إليها، والذي أبى إلا أن يخذل صلاح والملحن وصاحب الكلمات ولا يتأهل برغم ما يملكه من مقومات التأهل والتي صرت ضليعا بها بعد أن بدأت أتابع جلسات "الشباب" وأحاديثهم حول كرة القدم والرياضة عموما

أخذت أنصت جيدا لتلك التجمعات مساء الأربعاء أو الثلاثاء في المقاهي التي من أجل كسب زبائن دائمين فإنها لابد أن تشترك في باقة الجزيرة والتي التهمت مؤخرا كل قنوات ART المتعلقة بالرياضة تحديدا، لتصبح المملكة الإعلامية الكبرى بلا أي منازع، وهي كما أظن تستحق من خلال ما قدمته في نهائيات كأس الخليج غير المعترف به من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي لا يعرف مصيره في أدغال اليمن حتى اليوم رغم أن لا حرب هناك ولكن بعض الرماد الذي يخبئ نارا قد تشتعل في النهائيات والتي ربما يفوز بها اليمن نظرا لاحتمالية الانسحاب من قبل البعض أو وجود فرق لاعبين بدلاء أو إغواء القات لهم لا قدر الله.

كنت فخورا بمعلوماتي الجديدة عما يحدث، وعن أن مباريات الخليج لا قيمة لها في ميزان الاتحاد الدولي، مستغربا أن "يتقاتل" الأخوة من أجل مباراة أسسها الأوائل كي يغنوا مع بعضهم البعض في حينها: خليجنا واحد وشعبنا واحد... ويبدو أن لوثة التشجيع والتعصب بدأت تتسرب لدى الأخوة، ليصبحوا في المستطيل الأخضر الأخوة الأعداء، ويبدو أن بعضهم يريد تسييس المسألة، كما حاول بعضهم ذلك في نهائيات كأس الخليج الماضية، وفشل فشلا ذريعا أودى بكل أوراقه الرابحة إلى سلة المهملات.

ولأنني صرت رياضيا أقطع شارع "الحب" كل غروب؛ فإنني بدأت أتابع الشباب وهم يلعبون على الشواطئ، وهم متحمسون فرحون يفرغون طاقات أجسادهم، قررت أن أشكل منهم فريقا "ثانويا" ليحل تدريجيا محل المنتخب الأول الذي فشل في أن يفرح العمانيين المحتاجين للفرح الباحثين عنه في كل مكان ولم يجدوه حتى الآن ـ لا في منتخبهم الأول ولا الحانات الليلية ولا في الأندية الصحية ولا في الجمعيات الأهلية ولا في المحافظ الوهمية ولا حتى في الشوارع التي ما زالت تئن من محاولاتهم الكثيرة لإيجاد الفرح! ـ قررت أن أشكل بهم منتخبا جديدا رياضيا يسمو بأخلاقه إلى درجات عالية ويكونون خير سفراء ما دامت الرياضة هي التي تلم الشعب على بعضه وتجعلهم فرحين

توجهت إليهم، قلت لهم أنا أريد تشكيل فريق، ولدي من الدعم ما يكفي لإنشاء ناد رياضي يصبح أمثولة الأندية في عمان ويستطيع أن يقلب موازين الدوري بنجومه الرياضيين، وبإنجازاته المحلية والإقليمية والدولية والتي ستتمثل في تأهلنا إلى كأس العالم للأندية، لا كأس العالم للفرق والتي أراها الآن قريبة جدا مع هذا الفريق من رياضيي الشاطئ المتحمسين، سيكون هذا النادي مثالا يحتذى من قبل الأندية الأخرى، وهو لن يحتاج دعما من قبل الإتحاد ولا من قبل وزارة الشئون الرياضية، لأن وراءه رجال أعمال فخورين بما يدفعونه من أجل فريقهم، وعارفين في كيفية استثمار النادي وجعله مكتفيا بذاته ولديه الملاعب والإمكانيات التي تؤهله لنهائي كأس العالم للأندية ولن يقف في وجهنا "الكتالوني" الذي سنذيقه الهزيمة كما أذاقه "الإنتر" في آخر جولاته...

كنت متحمسا وأنا أتحدث معهم، وعندما فتحت عيني، فتحتهما على وجوه تبتسم بسخرية ثم سرعان ما انفجرت تضحك وكأنها أصيبت بنوبة هستيرية. ذهلت، ولم أدر ما أفعل أو ما أقول، حتى سمعت أحدهم يقول: تو مو ذا الكلام اللي انته تعقه؟ باغي تهزم الكتالوني هاه؟ صراحة هذي أسخف نكتة سمعتها في حياتي... يا رجال روح دورلك عن بلاد ثانية تقول فيها مثل هذي التخاريف.... وواصل ضحكه مع الآخرين، وانصرفوا جميعا فيما أنا مبهوت مكاني.

تعليقات

المشاركات الشائعة