بين ميسي والجرنيكو
أما بعد،
فقد قررت مؤخرا أن أصبح رياضيا، وأن أفقد من شحومي عدة كيلوجرامات، وقد فكرت في فكرة جهنمية: أن أجري عملية تجميل على غرار ما تفعل هيفاء ونانسي وأليسا وكل قافلة الفنانات والفنانين أيضا، لأشبه أحد لاعبي كرة القدم "العظام"، هذه اللعبة التي سحرت العقول، وأسكتت الشعوب عن رؤية ما ينبغي رؤيته في بعض الأماكن، بل فوق ذلك فرقت بين الأخوة وجعلت من السياسة لعبة أقل قيمة!
المهم أنني فكرت أنه وبعد أن أصهر ما مقداره عشرين كيلو جراما من الشحوم قد أصبح بطلا من الأبطال وأسطورة كالأساطير مثلما هو بيليه ومارادونا وزيدان صاحب النطحة الشهيرة
ثم بحثت عمن يمكن أن يكون الشكل المناسب لي، فوجدت أن بدر الميمني هو اللاعب المقصود، لا لشيء إلا لأنه يقاربني "جسدا" حتى وإن كنت أطول منه قليلا.
إنه هو المقصود، لأنه ـ كما قال لي صديق ـ ساحر عظيم كلما دخل مباراة كان لابد أن يحقق إنجازا، ولولا حظه السيء لكن أشهر لاعب في عمان، لكنه الحظ الذي أخر من دخوله في مباراة الفصل، فلم يستطع مع دائرة السحر الكبرى أن يفعل شيئا في الثالث من مارس، لا هو ولا "البهلوان" عماد، ولا الوسيم الحبسي، ولا بن الشيبة أو بن ربيع أو فوزي.
وأخذ يذكر أسماء كثيرة لم أعرفها تماما لضحالة الثقافة لدي، والتي هي أقل من صفر، ولحسن الحظ أنهم ليسوا في مقاس جسدي الذي أبحث له عن الرياضة كي يكون وسيما.
لكنه عندما ذكر
هلال البادي "فشيلة" الثالث من مارس وشرح ما حدث للمنتخب الأسطورة وبأن كأس أسيا ذهب من أيادي "السحرة" وبأنهم لن يذهبوا إلى الدوحة التي هي اليوم عاصمة الثقافة العربية، وهي معلومة تبجحت بمعرفتي لها أمام صاحبي الذي لم يعنه الأمر لا من قريب ولا من بعيد.
وبصراحة قد غضبت، إذ كيف لمن أريد أن أشبههم يفشلون في مهمة "حقيرة" كهذه؟ إنه ليس كأس العالم، ولا كأس الأمم الأوروبية، بل كأس آسيا الذي يمكن لدولة كالهند أن تتأهل إليه! وعندما أغضب أقلب على موجة بعيدة تماما، فسألت صاحبي: من هو أشهر لاعب في العالم اليوم؟ شاب ووسيم وصغير وجميل؟ أجاب: إنه ميسي. ميسي من؟ هل تدلع النسيان يا صديق؟ ضحك صاحبي وأدرك أنني ميدان جيد لأن يفاخر فيه بما لديه من معلومات، وقال: هذا هو البرغوث، البلايستيشن، الذي أحرز أربعين هدفا لصالح البرشا، والبرشا أيها الجاهل النادي الأشهر في العالم الذي فاز بكأس العالم للأندية والذي لا يمكن أن تحصي ذخيرته من الكؤوس والألقاب، إنه برشلونة الذي أذاق الريال الهزيمة في عقر داره.
صمت لبرهة، ولكنه رأى أمامه رجلا أبله لا يعرف شيئا. تابع وهو يقول: والريال إن لم تكن تعرف هو النادي الملكي الذي هزمه البرشا في آخر كلاسيكو جمعهما، إنه ريال مدريد الذي كان يفوز بفضل الجيش عندما كان فرانكو هو الملك، وهو اليد الخفية وراءه، اليد التي تقمع كل من يحاول المساس بالنادي الأثير لديه، ولكن لا يصح إلا الصحيح، حتى لو كان لديه لاعب كبير وشهير مثل رنالدو، والذي لم يسجل أي هدف في الكلاسيكو لأن ميسي هو الذي سحر الجميع أيها الجاهل.
كان منتفخا وفخورا بنفسه وخاصة أنه يرى أحد "الجهال" أمامه، والذي كان هو أنا محاولا أن أفهم ماذا يعني الكلاسيكو ولماذا كل هذه الضجة على هذا الذي يسمونه "ميسي" أو برشلونة، لكنني ابتسمت له وقلت: أود أن أصوب لك معلومة يا صديقي، فرانكو لم يكن ملكا، بل كان جنرالا سيء السمعة فاشستيا دمويا أدمى أسبانيا لسنوات طويلة، وهو قاتل لروكا العظيم، وإن كنت لا تعرف فإنه أحرق الجرنيكو، تلك القرية التي خلدها بيكاسو في لوحة من أشهر لوحاته، هل فهمت أيها الصديق الفاهم؟ غير أنه هز رأسه وقال: يا عزيزي من الأفضل أن تنسى عمليتك وقضية شحومك، انس الكلاسيكو وميسي وعماد والميمني، وخلك ع سوالفك تبع لوركا والجرنيكو علها تأكلك تبن!
ومضى...
تعليقات
إرسال تعليق