خبر صحفي لم يحرر!

ما أعرفه أن الإعلام العربي قد توافق منذ زمن بعيد على اعتبار القتلى الفلسطينيين شهداء، سواء الذين يقتلون على أيدي الإسرائليين أو أولئك الذين يفجرون أنفسهم في سبيل تحرير الوطن السليب..

الأخيرون يثيرون جدلا فقهيا وسياسيا واجتماعيا، ومع أنهم عمليا ينتحرون، إلا أنني شخصيا أتفق مع الرأي الذي اعتبرهم شهداء كون أن كل الفلسطينيين هناك تحت الاحتلال ومن واجب أصحاب الأرض الدفع عن قضيتهم بالطريقة المناسبة، وبالسبل المتاحة، بما فيها التفجير الذاتي...

الصورة التي في الأعلى هي لخبر نشر في جريدة عمان ضمن الصفحة الثقافية، ولكنني أشجب بشدة أن ينشر خبر دون تحرير، فليس كل ما يأتينا عبر الرويترز ينشر، وهذه قاعدة أعلمها ضمن العمل الإعلامي... لكن الخبر نشر كما جاء ضاربا بالاتفاقيات الإعلامية العربية عرض الحائط، لا لأنهم يتبنون وجهة نظر ولكنهم يتمتعون بالكسل الشديد في عملية التحرير الصحفي

هذا حال جريدة عمان حاليا: صحفيون غير مهنيين، ولا يعنيهم سوى تعبئىة الفراغ الذي يظهر في الصفحات لاسيما الصفحات الثقافية والفنية.. إنهم موظفون كأي موظف في شركة أو وزارة بعيدون تمام البعد عن عمل الصحافة كما أرى، ومن يقول عكس ذلك فليتابع الصفحات الثقافية بالتحديد..

في النهاية ليس كل من حمل قلما وعرف كيف يكتب مقالا يصبح صحفيا، وليس كل من عمل بجريدة وأصدرت له بطاقة صحفي هو صحفي حقيقي، ورحم الله أيام كان لدينا صحفيون..