مصر تعود لواجهة الدراما العربية

انتصف رمضان
والحديث يتواصل في السلطنة عن الدراما والمشهد الإعلامي العماني..
ضجة تحدث الآن أعتقد أنها ضجة مبالغة فيها، فرمضان ليس التلفزيون وليس الإعلام المرئي فقط، كما أعتقد أن الأعمال الدرامية ليست هي عصب رمضان لكي نتوقف عندها فقط..
وبرغم أن هذا حق مشروع لكل واحد أن يبدي استيائه مما يدور في تلفزيونه الوطني، فغالبا هذا الأمر يحدث جراء غيرة وطنية وإحساس بأن ما يقدم لا يرقى إلى المستوى الحاصل في إعلام الأقربين منا، فالفضائيات قد كسرت كل الحدود الافتراضية.
أتذكر يوم كان لنا قناة واحدة ولا صحون التقاط، تبث لنا كل هذا الكم من القنوات الفضائية التي تكاثرت فجأة بعد العام 2003م... كانت الأعمال المقدمة لنا أعمالا تبدو مميزة، وجميلة، ونحن اليوم إليها بشكل جارف
الوضع اختلف الآن، ولكن تبقى النظرة الرسمية في مكانها لا تتحرك، وهذا أمر عادي جدا، فليس كل التغيرات في المؤسسات العربية الرسمية تأخذ سرعة شديدة.
مع ذلك، أرى بأننا نبالغ جدا في هجمتنا ضد ما يعرض، وضد التلفزيون العماني:
أولا: هل يفترض بالتلفزيون الحكومي أن يعرض وجهة نظر المواطن في المؤسسات الحكومية الأخرى؟ وهل يفترض به أن يكون جهاز نقد فقط وهجوم على ما نعتقد أنه فساد؟
ثانيا: هل التلفزيون العماني وحده في الساحة العمانية أولا وفي الساحة العربية ثانيا؟ أليست هناك الإذاعة العمانية التي أرى أنها تتميز عن غيرها؟ (على مستوى الدراما والبرامج المقدمة تبدو ببرنامجيها العام والشباب أكثر فتوة مما يقدم في قنوات رسمية أخرى) ثم أليست الأعمال الدرامية العربية مجملا تعاني من ضعف عام منذ سنوات؟ فلماذا نحمل على التلفزيون العماني كل هذه الحملة جراء ما يقدمه من ضعف على مستوى الأعمال الدرامية؟
ثالثا: هل الإعلام المرئي هو أعمال درامية فحسب؟ أليست هناك البرامج الأخرى؟ لماذا لا نحاكمها أيضا كما نحاكم ما يقدم على مستوى الدراما؟ مثلا برنامج على السحور، أو البرامج الدينية، أو برامج الأطفال والأسرة؟
لذلك أرى أننا نبالغ جدا في طرحنا الهجومي على ما يقدم في التلفزيون العماني، كما أننا بشكل أو آخر بتنا نبحث فقط عن المثالب والسلبيات وندقق فيها وكأننا ننتظر أي خطأ كي نبدأ ما نسميه نقدا..
وبما أنني مجددا أتحدث عن الدراما، فأني سأقول بأن توقعاتي كانت صادقة إلى حد ما، فيما يتعلق بقوة الأعمال الدرامية المصرية هذا العام، فيحيى الفخراني مازال كعهده كل عام يجلب المشاهدين إليه بقوة، ويبدو هذا العام أكثر تميزا من العامين الأخيرين، كما أن نور الشريف في عمله المميز الرحايا ينافس بشكل جميل نفسه وزملاءه الآخرين ويظل متقدما جدا من خلال عمله هذا..
وهناك كما ذكرت سابقا إسماعيل ياسين، وأدهم الشرقاوي، والباطنية.. أما أنا قلبي دليلي فقد خيب ظني، وحرب الجواسيس لم يقدم لي شيئا متميزا مع العلم بأن الطاقم الذي عمل فيه هو ذاته تقريبا الذي عمل في العمل المميز: ظل المحارب في رمضان الماضي.
يبدو أن المصريين استفادوا من دروس السنوات الماضية، واستفادوا من حضور الكادر السوري في الدراما المصرية، كرشا شربتجي وجمال سليمان وباسل الخطيب وآخرين، إضافة إلى وقوع الدراما السورية في فخاخ التكرار وعدم وجود قضايا حقيقية يطروحنها، ويبدو جليا بأن عدم وجود المخرجين المميزين كحاتم علي قد ساهم في عودة القوة إلى ما تقدمه مصر من أعمال فنية.

تعليقات

المشاركات الشائعة