رمضان يا الله

أما بعد،،،

فيا أيها الشهر القادم إلينا أرجوك ارحمنا ولا تثقل كواهلنا بالمصاريف، أرجوك ارحم شوارعنا من الحوادث، وارحم شركات التأمين من الخسائر، ارحم شركات الإعلانات من الصرف الباذخ في التلفزيونات الكثيرة، وارحم التاريخ من الكذب والإدعاءات، وارحمنا يا الله برحمتك الواسعة بأن تعفينا من الأعمال السخيفة التي يحتم علينا أن نتابعها، من الأفلام الهندية المبكية التي ستصر القنوات الخليجية على جلدنا بها طوال ثلاثين حلقة مملة، ومن الشنبات والقبضايات والشاميات التي لا تنتهي عند جزء واحد بل تمتد عاما بعد عام ورمضانا بعد رمضان، ومن أفلام الدعارة التي يقال عنها أعمالا جريئة تطرحها القنوات واحدة بعد واحدة، ومن النجوم الذين لا تخلو حلقة من أي واحد منهم وبالذات: نور الشريف، يسرا، إلهام شاهين، يحيى الفخراني، ميرفت أمين، حسين فهمي، وآخرين كتب علينا أن يطلوا في كل رمضان يطرحون ما يرون أنه قضية من القضايا الشائكة، وكأن لا أحد غيرهم بهذا العالم الممتد من الخليج إلى المحيط يعرف التمثيل!

ويا الله إنك سميع مجيب الدعاء قريب من عبادك: إن كان رمضان تهلكة وبلاء علينا، فلماذا لا تعفنا منه، وترحمنا برحمتك وتجعل السنة أحد عشر شهرا ملغيا بقرار منك يا الله هذا الشهر الذي يزيد الفقير فقرا، ويجعل الغني أكثر تهتكا وميلا إلى الصخب واقتراف ما لا يقترف في كل الأشهر السابقة، ومنهم من تعلمه جيدا يا الله، تعلم مدى نفاقه وكذبه وريائه عبر حملاته الفاسدة الداعية إلى الخير والكرم في شهر يفترض به أنه شهر كريم مبارك!

ويا الله لا تنس تلفزيون سلطنة عمان، فاعزله عن عيوننا، وسلط عليه الأعطال والانقطاعات، مع أنه فعليا يا الله يعد أرحم بكثير مما تفعله القنوات الأخرى، ومما تعرضه من سخافات.. لكن المشكلة في أعمال الدراما المكتوبة على نحو سيء والتي علينا أن نتابع قضاياها السخيفة وقصص الحب الأسخف، دون أن تحاول أن تعرض قضايا المجتمع الحقيقية..

وليست تلك وحدها المشكلة، بل هناك مشكلة الأداء والإخراج والإنتاج .. وعسى يا رب تتصلح الأوضاع هذا العام!!

لكن المهم يا الله أن تجعل شوارعنا نظيفة من الموت المجاني والاعتباطي الذي يقترفه الموظفون باسم السهر الرمضاني في اللعب.. والمهم أكثر أن لا يناموا على مكاتبهم!! إنك أنت السميع المجيب