قارورة الإغواء!

من علبة المسامير:
أما بعد، فقد أخبرتني عصفورة من العصافير، بأن مسئولا كبيرا في الحكومة، يراعي كثيرا النساء! ويقدمهن على أخوتهن الذكور في ساعات الدوام الرسمي وفي غير ساعات الدوام الرسمي! وبالطبع فإن هذا ليس بالعيب الكبير الذي قد يؤثم به أي رجل، فالرفق بالقوارير مطلوب، بل إن النساء هن صاحبات الأولوية والمقدمات في أي معاملة، وهن رياحين الأرض كما يقول النظم القديم الذي لا أتذكره حاليا.. لذا لا غرو إن قدم هذا المسؤول كل نساء بلاده على الذكران، فالمرأة هي نصف المجتمع، وهي المحرك الأول لكل رجل إن لم أكون مخطئا، وهنا في عمان هذا البلد الذي خرج من الظلمات إلى النور قبل ما يقارب من أربعين عاما، كان لابد فيه أن ترى المرأة كتلة النور وأن تستضيء بها، مثلها مثل الرجل تماما، وخاصة بعد الأربعين عاما هذه التي أصبحت فيه البلاد بلاد قانون ومعرفة، واستطاعت أن تدخل إلى معترك الحياة الحديثة، بسرعة محدثة ما يقال عنه في أدبيات الأمم: المعجزة الإنسانية! وأنا هنا لا أعترض مطلقا على أن يقدم أي رجل النساء على الرجال من صنفه، لأنها قاعدة بديهية: أن يميل الرجال إلى النساء وليس إلى الذكور، بل ينبغي علينا كرجال عرب دائما أن نتعاطف مع المرأة كون أن نساءنا ما زلن يعانين الحرمان، يعانين من ظلم الرجل، من ظلم المجتمع المتلفع بالعادات والتقاليد والقيم البالية، وعليه فإن هذا المسؤول قد يبدو محقا في تقديمه النساء على الذكور، وخاصة الجميلات منهن، اللائي يتمخطرن في مشياتهن، ويضحكن بدلع، ويرمشن بإغواء! لكن مهلا.. عند هذه النقطة بالذات ينبغي أن أتوقف قليلا.. فهذا المسؤول الكبير صاحب الجاه والقوة والمكانة الاجتماعية فقط أولى اهتمامه هذه الفئة من النساء، لأنهن يحركن مشاعره، ويلهبن رغبته على ما يبدو، ولذلك لابد لهن أن يكن في المقدمة، حتى لو أنهن كن مخفقات ضمن مجموعة دراسية أو فريق عمل، كن دائما في المؤخرة ولا يتمتعن بأي ذكاء عملي وعلمي، ودائمات التغيب عن الحضور بحجة وبغي حجة، وعندما يأتي التقييم تجدهن قد فزن بالمكانة الرفيعة لا لشيء إلا لأنهن صاحبات جسد مغوٍ ويمتلكن أنوثة يردن أن يضعنها في الطريق الجيد بالنسبة لهن! إذن أيها المسؤول الكبير في بلادي قد أخفقت في مهام عملك، وأغواك الشيطان، وضيعت حقوق أناس سواء كانوا ذكورا أو إناثا لأنهم لا يمتلكون "المقومات" التي تمتلكها تلك النساء المغويات ولا تنس أننا بعد أربعين سنة ما زلنا نبني عمان، وننهض بها وربما أنت أول المؤمنين بذلك، ولأنك كذلك ما كان ينبغي عليك أن تفرط في الجيدين من أجل رغباتك الخاصة، وأن تفكر في الوطن الذي بنفسك تشير إلى أنه بلد نامٍ ويحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل أن يعبر إلى الشط الآمن من الحياة، ويكفيك من الفضائح ما نالك، وانتبه يا عزيزي المواطن إلى زوجتك المسكينة التي تظن فيك أنك إنسان وفي، وتحاول دوما أن تحاجج عنك غير إنها تفشل في كل مرة، فالأدلة التي تأتيها تظل دامغة وغير قابلة للشك.. ولك مني كل المحبة والتقدير،،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة