مواء القطة ينكمش والمخرج يلوح بالانسحاب

في حديث مطول مع الصديق مالك المسلماني، المخرج الذي حاز جائزة أفضل إخراج مناصفة في مهرجان المسرح الثالث الذي أقيم قبل عام، والذي أيضا حصدت المسرحية التي أخرجها جائزة العرض المتكامل الأول إضافة إلى جائزتي أفضل ممثل وافضل ممثلة، أخذ يخبرني بيأس شديد أن لا جدوى من مشاركة المجموعة التي يقودها في مهرجان دول مجلس التعاون المسرحي الذي ستستضيفه دولة قطر خلال الأيام المقبلة. قال بأنه حتى الآن لا يجد مكانا ملائما ليعقد عليه "بروفات" المسرحية، ولم يجد أذنا مصغية تتحمس للمبادرة بإيجاد هذا المكان. طبعا هذه الأذن هي الأماكن التي يوجد بها منصة عرض، وليست جمعية المسرح النائمة منذ تأسيسها وحتى اليوم، والمتفرغة تماما للنفاق الاجتماعي بغية أن يحصل بعضهم على أمجاد واهية، إذ لا مانع مطلقا أن يكون هناك مشاركة فاعلة في يوم المرأة وإقامة فعالية مسرحية "نسوية"

أيضا فإن هذه الأذن ليست جهة رسمية التي تعاني أصلا من إشكالات متعددة وترهل واضح خاصة في مجال دعم الفنون المسرحية، ويتضح هذا من عدم وجود مسرح تابع لوزارة التراث والثقافة، منتظرة على ما يبدو أن نصل إلى العيد الخامس والأربعين كي يتم تدشين مسرح جيد، وربما لأنها تنظر إلى المسألة على أن الفرق المسرحية الأهلية عليها أن تتولى أمورها بنفسها، خاصة مع قيام جمعية أهلية للمسرح كان عليها أن تهيئ ساحة مسرحية بعيدا عن دهاليز الجهات الرسمية المؤرقة.. وابحث لنا يا مالك عن مسرح لك ولنا!!

وفيما هذه المسرحية التي تشارك هي مسرحية تمثل عمان في محفل خليجي، لتقدم صورة عن تقدم ما ننشده ونحن في غمرة احتفالات العيد الوطني الأربعين المجيد، أو هكذا يفترض

لكن الواقع المظلم يؤكد أن المسرح يحتضر، حتى وإن شكلت له ألف لجنة تطوير، فلا يد تحاول أن تمتد كي تصلح الوضع السيء، وما دام الأمر يتعلق بالفنون ـ كما يبدو ـ فلا حاجة لنا لأن نقوم بأي دور

وها هو مالك وفريقه الذي لا يزيد عن عدة أفراد لا يجدون سوى سطح بناية ليقيموا تمريناتهم الحركية فقط، هي دون سائر عناصر العرض الأخرى المتمثلة في صناعة السينوغرافيا أو اللعب على قطع الديكور، فهل نتوقع أن يحقق العرض في قطر أي إنجاز؟ سيما مع الحالة النفسية التي يعيشها الفريق والوضع الصعب الذي هم فيه..

من حقك إذن يا صديقي يا مالك أن تلوح بالانسحاب، أن تقول لا لتمثيل السلطنة، إذا كان هذا التمثيل ما هو إلا تشويه لمعطى حضاري كان يفترض به أن يتقدم في ظل نهضة متواصلة، لا أن يتراجع في ظل تخشب الرؤى والأفكار، والأنانية المفرطة من قبل بعضهم ممن يسمون أنفسهم بالفنانين والمسرحيين، والذين لا يقدمون إلا التراجع والاستخفاف.

تعليقات

المشاركات الشائعة