عندما يغيب الحوار نفقأ عين كل شيء!

لست ضليعا بالعمل الثقافي لكي أنصب نفسي حكما على أفعال إدارة النادي الثقافي الحالية، ولكنني سأعتبر نفسي واحدا من الذين يحاولون العمل ضمن أرضية معنية بالثقافة والإبداع والفنون (الأخيران وإن فصّل فيهما ينصبان في بوتقة الثقافة)

وعليه فإنني أبدأ بالقول إن قرار إدارة النادي الثقافي الحالية، وينبغي أن أصر أنها الحالية، بإلغاء أسر النادي الثقافي هو قرار لا ينم عن دراية بمعنى العمل الثقافي، إذ أنه قرار تجاهل كافة الأعضاء المنتسبين لتلك الأسر، تجاهل رغباتهم بالعمل ضمن إطار النادي الثقافي بما يخدم مصلحة البلد والمجتمع والمثقف على وجه الخصوص، كما تجاهل كون أن هذه الإدارة لم تعين إلا لخدمة الوضع الثقافي في البلاد، لا أن تكون هي حجر العثرة الذي يعيق مشاريع جميلة كالتي كانت تقوم بها تلك الأسر، مهما كان أداء عملها، حتى إن لم تعمل فتلك الإدارات الصغيرة، إدارات الأسر أقصد، تم انتخابها من قبل مجموعة من المنتمين إلى مجال بعينه كالقصة أو الشعر أو الترجمة

وكما أتذكر بأن أشهر هذه الأسر كانت أسرة كتاب القصة كانت تمر بلحظات صمت تطول أحيانا كما حدث عقب استقالة بشرى خلفان رئيسة إدارة إحدى الأسر السابقة، حيث مر ما يقارب الثلاثة أعوام أو يزيد قبل أن يجتمع القاصون لتزكية القاص يونس الأخزمي ليكون رئيسا للأسرة، تلك الإدارة التي على ما أتذكر أيضا مرت بمرحلة سبات في بعض مراحلها، ولكن لم يخطر ببال إدارة النادي الثقافي لا السابقة والتي سبقتها في أن تتدخل أو أن تفرض وجهة نظرها على القاصين، وإنما سهلت ـ وخاصة إدارة النادي الثقافي السابقة ـ الأرضية الخصبة من أجل تشجيع القاصين في العودة للعمل الثقافي

وكما هو معروف لا يمكن أن يحدث فعل دون رغبة كامنة، وإذا كان هناك من حرص فقد ذكرت سابقا بأن الجلوس إلى هؤلاء القاصين ـ وحاليا الشعراء والمترجمين ـ والإنصات إليهم ومعرفة ما يعرقلهم ويعرقل عملهم هو الأسلوب الأنجع من أجل حل أية إشكالية

ولكن الإدارة الحالية يبدو أنها لا تفكر هكذا ولا ترغب في أن يكون هناك حوار مع هؤلاء "الصغيرين" كما قد يلوح لي بأن أحدهم نطق بمثل هذه الكلمة أو أشار إليها ضمنا، وبأن الأسلوب المجدي من وجهة نظرها هو الاستبعاد المباشر والعمل الانفرادي دون ما يمكن أن أسميه هنا "إزعاجا" من قبل هؤلاء "الفتية" المثقفين الذين لا يمتلكون الخبرة ولا الدراية على ما يبدو!

وتتناسى هذه الإدارة الحالية أو أنها لا تريد أن تتذكر أن الحوار هو الأسلوب الثقافي الأرقى الذي يمكن من خلاله إقامة عمل ما، وليس نسف تاريخ كامل لمجرد عدم الرغبة في الإنصات، ثم تشكيل لجان تقوم بمهام تلك الأسر، علما بأني لست ضد فكرة إقامة لجنة تمارس نشاطا ثقافيا، ولكن ألا تتماشى مثل هذه الفكرة مع وجود كيان كأسرة القصة مثلا؟ ألا يمكن أن تعمل إدارات الأسر جنبا إلى جنب مع هذه اللجنة، ومع إدارة النادي الثقافي كما كان يحدث من قبل؟ لو أن الحكاية كانت تمتد إلى أزمان سابقة لتتحدث عن استحالة وجود مثل هذا العمل المشترك بين الأدباء والمثقفين من جهة والنادي الثقافي من جهة أخرى لانتفت صفة الثقافي عن النادي منذ سنوات ولما كان لوجوده قيمة حقيقية، ولكن التاريخ، تاريخ النادي الثقافي، يشهد بإمكانية أن يكون هناك حوار وأن يكون هناك تعاضد وعمل مشترك وأيادي تلتف من أجل إيجاد حراك ثقافي حميمي

غير إن ما تفعله الإدارة الحالية لا يشهد إلا على عدم رغبة في التعاطي مع من يعارضوننا الفكرة، أولئك الذين قد تسول لهم قلوبهم بأن يرفعوا أصواتهم بالنقد وبالمعارضة، وعليه فإن الأنسب تماما هو ما تفعله حاليا هذه الإدارة، وهكذا فإنه عندما يغيب مثل هذا التحاور، مثل هذا النقاش، فإننا لابد أن نفقأ عين ما لا يرضينا!

وكما ذكر الصديق عاصم الشيدي بأن قرار الإلغاء هذا هو قرار "مرحلي" وستأتي بعد حين إدارة أخرى "قد" تشجع على إقامة الأسر وتعيد ذلك التاريخ الجميل مهما بدت الأسر "المنتخبة" ضعيفة، لأننا فعليا لا نمشي وفق منهج عمل واضح المعالم بل كلما ألحت علينا فكرة سارعنا بتنفيذها دون دراسة جدواها وفاعليتها ودون الأخذ بإستراتيجية عمل واضحة، وساعتها لن تنبني إلا صورة واحدة، هي صورة التخبط، تلك الصورة التي لا أتمنى أبدا أن يشار إليّ أني داخلها والعياذ بالله!

تعليقات

  1. لا عتقد ان الاسرة مخطئة الخطىء فيكم قلوبكم التي ملؤها السواد
    اصلا متى تصالحتم انتم ككتاب حتى تتصالحو مع اسرة النادي انا كاتب منكم وفيكم لكن اجدني
    اختلف معكم اصلا انتم قمتم باكثر من مرة بإستفزاز النادي واسرته
    اعتقد انه من الواجب ان يتم حضركم جميعا
    النادي يقو م ويعمل من اجلكم انتم لكن انتم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة