عن الوعد وعلبة المسامير

كنت وعدت نفسي قبل أن أعد أي أحد آخر بأن تكون لي في هذه المساحة التي صممتها وأعددتها، كل أسبوع مقالة ضمن عمود كنت أنشره في جريدة الزمن التي خذلت الجميع بمستواها الردي، وكذلك تكتمها وعدم نشرها لبعض ما يأتي إليها كمقالي الذي كنت وجهته إليهم قبيل عيد الأضحى الماضي وكنت من خلاله أحاول أن أؤكد نظريتي السابقة حول أن هذه الجريدة مثلها مثل الأخريات وبأن الحرية المزعومة التي تنتهجها ما هي إلا فقاعة صابون بل الأسوأ من ذلك عندما تصل إلى حد التلفيق والاستعانة بمن يسمون أنفسهم صحفيين يبحثون عن الحقيقة وفي واقع الأمر هم يبحثون عن الإثارة، حتى صحف الإثارة الصفراء تبدو لي في الآونة الأخيرة أكثر احتراما من جريدة كالزمن لا تمتلك مطبعة ككل الصحف الأخرى، وتعتمد فقط على ما يمكن تسميته بالمرقعات الوسخة! وقتها نجحت في الاختبار وتأكد لي صحة ما كنت أمتحن فيه الجريدة من أول عمود نشرته، ضمن علبة المسامير، فقط تأخر مقالي عن الطيران العماني ولكنهم عندما لم يجدوا صدى لدى الشركة بحيث تنشر الإعلانات قاموا بنشره، أو هكذا أتصور، وقد يبدو تصورا غبيا وساذجا.. وقتها ربما كان أول عمود موجهة بهكذا حدة ضد شركة كبرى تؤسس نفسها من جديد كالطيران العماني الذي ما زلت مقتنعا أن خدماته بحاجة إلى عناية كبيرة برغم أن الاعتراف بالحق فضيلة كما يقولون وبأن هذه الشركة يبدو لها قدم في سوق الشركات الكبيرة وهي في طور المنافسة الفعلية.

ولكي لا أخرج عن إطار الفكرة، فقد امتحنت جريدة الزمن أكثر من مرة حتى تأكد لي بأنها مثلها مثل بقية الصحف إن لم تكن الصحف الأخرى أفضل حالا، ويكفي أن نتابع الزمن حاليا لنرى صحة ما أقول، بل يكفي أن نتابع أخبار الأمطار اليومية المزعومة وأحوال الطقس لنتأكد من أنها صحيفة تعاني خللا واضحا في سياستها التحريرية. أعود إلى منطلق هذا الكلام، والذي أكدت في بدايته أنني وعدت نفسي قبل أن أعد أي قارئ لهذه المدونة إن كان هناك ثمة قارئ محتمل، بأن أكتب في كل أسبوع مقالا ضمن سلسلة علبة المسامير، ولكنني منذ العمود الأول الذي اقترحته ووضعته هنا لم أجد قدرة على الكتابة، متلهيا في فترة من الفترات بالملتقى الأدبي الذي أيضا وعدت نفسي أن أكتب للصحافة الثقافية مقالا أو ما يقارب من شهادة في حق هذا الملتقى الإبداعي الذي طور من قدرات كثيرين وكشف عن مبدعين نكن لهم اليوم كل احترام لم أستطع أن أكتب شيئا، وعدت من الملتقى وانتهت إجازتي وقلت بأن العودة للعمل لربما هي ما أجل مشروع كتابة عمود جديد علما بأني أيضا قلت بأنني لربما أعدت نشر بعض المقالات التي نشرت سابقا في الزمن، لوجود فكرة عامة أو حادثة ما تتناسب وتلك المقالات التي سبق نشرها. وحتى هذا التبرير الأخير بدا غبيا، لأن مناسبة كيوم النهضة أوحت بعمود في العام الماضي نشر في الزمن وأحدث بعض الأثر كونني تحدثت فيه عن الصوت الذي ما زال يتغنى بالتنمية وبأننا في عصر النهضة، فيما العالم تجاوز مثل هذا التفكير السطحي وبات لزاما علينا أن نفكر في وطننا على أساس قانوني يبحث عن معطيات القرن الجديد، ويحاول إيجاد الحلول للمشاكل المتراكمة التي قد لا تكون الحكومة سببا مباشرا فيها، وإنما هناك أسباب أخرى كوعي المجتمع والناس والظروف الدولية المحيطة بنا، فهي بكل حال تؤثر تأثيرا جليا في معطيات الخطط المنشودة، والتي أيضا بدورها ليس شرطا أن تكون ناجعة لأنها من صنع البشر وبها الصواب والخطأ، وتقع دائما ضمن خط لا يصل إلى درجة الكمال، بالمختصر كان مقالا يتحدث في لب هذه الإشكالية، فصوتنا التنموي ما زال يقول بأننا بخير وبأن بلادنا في أحسن حال فيما فعليا المواطن يجوع ويعرى ولا يرى سوى الأخطاء المتتابعة، وفي آخر الليل نقول له: البلاد بخير ولنحمد الله على نعمته بأننا لا نعيش قبل أربعين عاما! عموما سأحاول جاهدا أن أنشر المقال من جديد مع إضافات جديدة. وسأحاول أكثر أن أوفي بوعدي لكم وبوعدي لنفسي بأن أعود للنشر المسامير من جديد، بل أن أدخل للمدونة وأتحدث، برغم أنني كلما وجدت فرصة وفراغا وجدت أن الأنسب أن أقرأ وأقرأ وأكتب بعض هذياناتي الكتابية، فذلك هو المشروع الأجمل حتى الآن وليست هذه المدونة!

تعليقات

  1. صباح التهميش ..
    وددت تفنيد ما جاء في حديثك الذي يطيب لي تسميته (عقدة نقص) ..
    عندما تتسع مساحات الغضب تذبل وردات الأفكار .. والمقال مشحون من بدايته بغضب أخرجه بهذه الطريقة السيئة .. بعدها كيف تعمم أن الجميع خذلته جريدة الزمن .. أليس هذا انتقاص من رأي الآخرين وتعدي على مساحة حريتهم .. من أنت حتى تتحدث بلسانهم؟
    أتعلم .. من تجربة عمودك في الزمن الذي اطلعت عليه مرة واحدة وهو الذي كان عن التنمية .. كان منظور الحديث به من الناحية السلبية فقط .. مع أن الحياة تتسع للإيجاب قبل السلب .. ولكن شخص همه النقد فقط .. أين يجد مكانه .. الإحتقار ليس جيدا في معظم الأحوال أيها..
    تعتقد أن الصحافة يجب أن تكتب السيء فقط .. ومن قال أن الزمن تدعي الحرية الصحفية .. أليست كالباقي ترضخ تحت القانون نفسه ..
    نعم هناك هفوات ألحظها على الزمن .. وهي مثلها مثل الباقي من الصحف المحلية .. مع الإختلاف في الطرح بينها أحيانا..
    ليكن في معلومك .. الزمن طرحت موضوعات ساخنة عن الطيران العماني وبإمكانك الرجوع الى ارشيفهم .. هذا منذ بداياتها .. وحتى قبل فترة قصيرة .. ولا تكن سيء النية حتى تحكم .. خذ الأمور بعقلانية..
    ......................................
    الخلل في السياسات التحريرية
    هلال .. متابعة الأخبار بحاجة لشخص يعي حجم القراء الذين يرغب في استقطابهم .. ومن باب أنك مشحون ضد السياسة التحريرية للزمن بالتأكيد سيكون حكمك ضدهم وهذا نوع من (الغباء الوسخ) .. رصد الأمطار في الزمن هي تجربة أولى للصحافة العمانية بهذه الصورة والمتابعة .. وهي نوع من الترويج السياحي .. هذا بداية .. أما الشق الآخر فهي دعم لمجموعة من الشباب العماني المتابعين لأحوال الطقس وتوقعاته في ظل غياب الإهتمام بهم أو من تسميهم الجريدة (هواة الطقس) .. والشي الأهم .. هي توثيق هام لأحوال الطقس وأرشفة نادرة .. وليست سياسة تحريرة فحسب .. وأخرى أنها ليست مزعومة بدليل توثيقها بالصور ..
    لا أدري .. ربما حديثك هنا هو مفاجأة من العيار الثقيل بالنسبة لي .. كنت منفوخا.. وأصبحت مثل غيرك ممن يدعون الوطنية ولا يعون أصغر تفاصيله من التي تقود للكبرى منها .. الوطن أكبر من حديثم في علبة مسامير وحديثك هو تعرية للغضشاء الهش الذي ككنت ترتديه ..
    أيهمك كثيرا أن تتواجد لدى الزمن مطبعة مستقلة .. مع علمي منك فقط أنها لا تمتلك مطبعة لأني غير دقيق في مثل هذه الأمور ..
    هل وجود المطبعة سيمنحك الحرية .. أليس هذا النوع التفكير سطي لأبعد الحدود..
    وكيف امتحنت الزمن؟ .. هنا مناقضة النفس الحقيقة .. أصبحت الشاكي والمشتكي ..
    صدقني .. نحن بخير .. على الرغم من الأخطاء
    تأكد .. من تريد هي مدينة فاضلة .. احلم بها
    أحلام فاضلة بلون خدي ثقافتك ..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة