عودة

"هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى ‏دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟
‏وهل كان ‏علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟
‏كم ‏كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!
‏أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على ‏غيرك!
‏أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا - تلك ‏هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع!
‏أيها الماضي! لا تغيِّرنا... كلما ‏ابتعدنا عنك!
أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْ أنتم؟
وماذا تريدون مني؟ ‏فنحن أيضاً لا نعرف.
‏أَيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري ‏سبيلٍ ثقلاءِ الظل"


هكذا أعود
وأفتح الصفحة من جديد
ربما 
ربما 
ربما ثمة ما يمكن أن نقنع به الشمس أن تعود هي الأخرى. 
وشكرا لسواد الليل، كان لابد أن نلتحف بك كي نفكر قليلا، لربما، أيضا، بزغت نجمة فكرة في الأعالي، وقالت لنا ما نفعل في لهونا الحالي، لربما مر شهاب ساطع وقال اتبعوني للنهر القريب، ولربما غامت السماء قليلا وأفرجت عن حبها لنا فدمعت بالغيث والماء البارد الجميل.
كنا نحتاج لساعة أخرى قبل أن نفيق من كذبتنا، ونقول للواقع: صدقت يا واقع وكذبناك مرارا، لكننا لا نتعلم بسهولة، وعلينا أن نرتكب سهونا مرة تلو أخرى، لربما وصل أحدنا إلى المنبع واستطاع أن يكتشف ما وراء الضباب الذي اخترناه 



تعليقات

المشاركات الشائعة