بيان براءة

لم أكن أريد أن أخوض فيما خاض فيه الجميع، وأقصد قضية الشرطة ضد الصديق عاصم الشيدي، ولكن بعد البيان الذي طالعتنا به الصحف صباح هذا اليوم أقول بأنه بات من الضرورة الحديث عنه

أولا: الصديق عاصم الشيدي وبرغم اختلافي في طريقة كتابته لمقاله الذي أثار كل هذه البلبلة لم يخطئ في شيء سوى أنه تكلم بصوت عال، ويبدو أن بعضهم وهم هنا الشرطة لا يريدون سوى أن يكونوا أبرياء تماما، وليس هناك خطأ قد يقعون فيه، ومعاذ الله أن يكون البشر ملائكة وقد خلقهم ليضع أمامهم الخطأ والصواب كي يختاروا، فإن اختاروا الصواب أو اجتهدوا إليه كان لهم الثواب وإن أخطأوا فهذه مسألة فيها كلام كثير، كلام مباح وليس من قبيل التشهير بمؤسسة خدمية فيما تم الحديث عنه، وهي المخالفات المرورية

البيان أوضح بأن هناك ضباطا وضباط صف يحق لهم أن يحولوا المخالفات في حالات معينة، وإني لأستغرب هذا الأمر وبالتحديد عن نقطة بعينها: عند تغيير ملكية السيارة من شخص إلى آخر، كيف يحدث هذا؟ والشرطي الذي بيده سندات التحويل يقول بأن مخالفات ما تظهر على جهاز الحاسب الآلي لديه وينبغي انهاؤها قبل تمام التحويل واستخراج الملكية الجديدة؟ لو قال لي بأن هذه المخالفات قد وردت الآن للجهاز عن تواريخ قديمة كانت السيارة فيها ملكا للطرف البائع ففي المسألة نظر، وحتى هذه المسألة: ألا ينبغي أن يستدعى البائع ويستخرج له كشف المخالفات التي عليه قبل أن يبيع سيارته؟ أليس في مثل هذا الأمر تعد على المواطن حتى لو كان مخطئا؟ ألسنا في بلد يدعى الشفافية والحقوق؟

لقد أثارني البيان وكنت أتوقع أن تنتهي المسألة بالكشف عن بعض المخطئين في حق الوطن وحق المواطن بأفعالهم، ولعل جهاز الشرطة يدرك تماما أن هذا البيان لن يقنع المواطنين مطلقا بأنهم براء وبأن أفراد هذا الجهاز هم كثوب أبيض ناصع البياض، بل إنه سيؤكد أنهم ليسوا أبرياء ويا للأسف

إني لأعلم تماما أن ثمة أخطاء جسيمة تقع، فلماذا لا نعترف بذنوبنا؟ لماذا لا نتصارح؟ أليس هذا أجدى في إعطاء صورة أكثر مثالية عن هذا الجهاز المهم الذي لا يقدم الأمن للناس فحسب بل خدمات تعد من أكثر الخدمات تطورا في البلاد؟

إن هذا الجهاز يحتاج إلى إعادة نظر في طريقة تقييمه للأمور، والمسألة لن تنتهي عن الصديق عاصم الذي كنا نقول له بأن موقفك أقوى مهما قال الإدعاء بعكس ذلك ووضع لك قائمة اتهامات، فأنت لم تخطئ عندما حركت الرأي العام، بل واجبك المهني اقتضى ذلك، ويتفترض مكافآتك لأنك تنبه العين ان هناك خللا ما

وبرغم احترامي لجهاز الشرطة ولأفراده، إلا أن البيان لم يكن موفقا، ولا هكذا تبتر الأعضاء الفاسدة